الصــراع الهاشــمى الشيبانـــى فـى بــلاد الباب وشروان 255- 468هـ/ 869 - 1076م

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ کلية الأداب جامعة المنصورة

المستخلص

عُرفت بلاد الباب وشروان بأنها أحد البلدان القوقازية الجنوبية "الماوراء قفقاسيا" المتنوعة جغرافياً وعرقياً ودينياً ولغوياً، کما تمتعت بموقع استراتيجى مهم فى قلب العالم القديم، وشکلت نقطة اتصال مهمة بين قارتى أسيا وأوربا، وجسراً لتفاعل الحضارات الانسانية، وأحد الثغور الإسلامية المهمة.وعلى الرغم من الأهمية الکبرى والحيوية لمنطقة الباب وشروان، إلا أنها لم تلقى الاهتمام الکافى فى الکتابات التاريخية الإسلامية والبيزنطية والأرمينية إلا النذر اليسير، وذلک لاهتمام المؤرخين بتسليط الضوء على الأحداث العامة دون الترکيز على تفاصيل الأحداث فى هذه المناطق البعيدة، کما أن معظم الکتابات التى دونت حول تلک المناطق قد تعرضت للفقدان والضياع.
ومثلت فترة القرنيين الثالث والرابع الهجريين/ التاسع والعاشر الميلاديين فى المنطقة الجنوبية الشرقية القوقازية – القزوينية الصحوة للهيمنة الوراثية للسلالات "البيوتات" الإسلامية المحلية، والتى شکلت خطاً فاصلاً بين السيادة الرسمية للخلافة العربية وبين الغزو الترکى السلجوقى للمنطقة. وقد شهدت تلک البلدان قيام العديد من الإمارات المستقلة التى حکمتها بعض الأسر والسلالات الإسلامية عقب مقتل الخليفة المتوکل على الله العباسى سنة 247ه/ 861م، کإمارة بنو هاشم التى حکمت منطقة باب الأبواب " الدربند"، والإمارة اليزيدية الشيبانية فى شروان.
وقد تعددت الدوافع والأسباب التى کانت وراء الصدام والنزاع الهاشمى الشيبانى نظراً للطموح والتنافس السياسى والتجاور المکانى بين الإمارتين الاسلاميتين فى بلاد القفقاس الجنوبى، فبدلاً من الاتحاد فى وجه المخاطر المحدقة بهم من کافة القوى المعادية لهم من کل جانب، دخلت تلک الإمارتين فى نفق الصدام والصراع فيما بينهم على مناطق النفوذ والتوسع على حساب الطرف الأخر.

الكلمات الرئيسية