عادات وتقاليد سکان شمال أفريقيا القديم (814 ق.م.- 429م.)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ- کلية الدراسات الأفريقية العليا- جامعة القاهرة

المستخلص

تدل الآثار القديمة والمتمثلة في التماثيل والنقوش والأدوات الحجرية والأسلحة والعظام والأصداف المنتشرة في أماکن مختلفة؛ على أن سکان شمال أفريقيا القديم کانت لهم عادات وتقاليد منذ أقدم العصور، مکونين نسيجًا اجتماعيًا متشابهًا رغم انتشارهم في کل أرجاء البلاد.
وأن توزيع السکان الأصليين وهم القبائل- رغم تحرکاتهم- کانوا أداة للاندماج والمزج الاجتماعي أکثر منها أداة للتشتت والتباين، فنجد عشائر القبيلة الواحدة الموزعة على أنحاء مختلفة من البلاد لا توجد بينهما حدود سياسية، وتحکمها الأعراف والتقاليد المتوارثة وظل ذلک قبل وبعد فترة التواجد الفينيقي(القرطاجي 814- 146 ق.م.)
أما بعد خضوع شمال أفريقيا للاحتلال الروماني عام 146 ق.م.، وبسبب سياسة الرومان تجاه السکان، سواء التي فرضتها ظروف الاحتلال أو التي فرضها الرومان على السکان عنوة وبما يخدم مصالحهم وأهدافهم، حدث التشتيت والتباين الذي دعمه خط الحدود (الليميس)، الذي فصل بين شمال البلاد وجنوبها، شمال خضع عنوة للرومان وتأثر بهم ودخل في حوزتهم، وجنوب تمسک وقاوم طوال فترة الاحتلال، مما أحدث نوعًا من التمايز والاختلاف في المظاهر الاجتماعية بين أفراد مجتمع کانوا في الأصل تجمعهم هوية واحدة، ولکن ظل تمسکهم بعاداتهم وتقاليدهم رغم الفرقة التي أحدثها الاحتلال الروماني لهم. وهذا ما سنوضحه في هذا البحث من خلال تناولنا للعادات والتقاليد في شمال أفريقيا القديم فترة الاحتلال الروماني له، وما طرأ عليها من تغيير نتيجة الظروف الجديدة.

الكلمات الرئيسية