سواكن ومكانتها في تجارة البحر الأحمر في العصر الإسلامي (من القرن 4هـــ/10م وحتى بداية القرن 10هـــ/16م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية - کلية دار العلوم - جامعة المنيا - مصر

المستخلص

تأتي هذه الدراسة لتلقي الضوء على المكانة التجارية لسواكن في العصر الإسلامي. والواقع أن تلك المدينة تبوأت مكانة مميزة على الساحل الغربي للبحر الأحمر منذ تأسيسها على يد المهاجرين العرب القادمين من شبه الجزيرة العربية خلال القرن 4هـــ/10م. وقد كانت هناك عدة عوامل ساعدت على ما وصلت إليه سواكن من نهضة وازدهار تجاري؛ منها ميناؤها المميز الذي كان محميا من الرياح، كما أنه كان سهل الولوج بالنسبة للسفن، ويمكن الملاحة فيه بسهولة بفضل عمق المياه المناسب. من ناحية أخرى تميزت سواكن ببضائعها المتنوعة والمهمة كالذهب والعاج، وهي منتجات حصلت عليها من بلاد الحبشة وبلاد النوبة ومناجم البحر الأحمر، كما أن قبائل البجه فتحت الطرق البرية أمام التجار القاصدين مدينتهم من اليمن وبلاد الهند، ولازمت القوافل وأمنت طريقها أثناء رحلاتها في المناطق الداخلية. هذا فضلا عن اختفاء المنافس التجاري الأول لها على الساحل وهي مدينة عيذاب، وهو الأمر الذي مكنها خلال القرن 9هـــ/15م من أن تصبح المركز الرئيس للتجارة في المنطقة. هذه الأهمية التي كانت تمثلها سواكن جعلت سلاطين المماليك يسعون دائما إلى بسط نفوذهم وسيطرتهم عليها لتأمين طرق التجارة المصرية، كما أن هذه الأهمية جعلت المدينة مطمعا للبرتغاليين، الذين وصلوا لسواحل البحر الأحمر مع بدايات القرن 10هــ/16م.

الكلمات الرئيسية