قاضى المحلة( الجيش) في الدولة الحفصية (626– 981هـ/ 1229 – 1571م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

معهد السياحة و الفنادق دمياط الجديدة

المستخلص

اهتم المسلمون بالجيش في دولهم عبر العصور لرغبتهم في نشر الدين الإسلامي في كل البلاد ، والحفاظ علي أمنهم وقوة دولهم ، وفرض الهيبة الداخلية والخارجية ، فارتبط الجيش منذ البداية بالجهاد في سبيل الله ، بل كان الجهاد في سبيل الله ونشر الدين شعار الجيش الإسلامي منذ نشأته ، وفى بلاد المغرب الإسلامي ونظراً لطبيعتها منذ فتح المسلمين لها والتي اتسمت بكثرة الاضطرابات والتقلبات السياسية ، اهتم حكامه بالجيش ، وزادوا في تنظيمه ، وأنفقوا عليه فالجيش عنوان للدولة تقوى بقوته وتضعف وتسقط بضعفه ، ومنذ الوهلة الأولي لنشأة الجيش الإسلامي كان هناك قضاة ملازمون للجيش في تحركاته ، يشاركوا في الحروب ، ويؤمهم في الصلاة ، ويقوم بالفصل فيما يستحق الفصل من مسائل قد تستوجب العرض عليه ، وكان القصد من كل هذا تحقيق العدل ونشره داخل المجتمع الإسلامي ، والجيش جزأ من هذا المجتمع ، لذا استوجب الأمر وجود من يقوم بهذا الدور وهو قاضى الجند ، الملازم لهم في حلهم وترحالهم .
وإذا كان الأمر في بلاد المشرق الإسلامي يستلزم وجود قاضى للجيش ، فإن الأمر في بلاد المغرب كان وجوبياً ، نظراً لطبيعة البلاد ، علاوة على التركيبة السكانية التي ضمت عناصر سكانية من أصول كثيرة ، من عرب فاتحين ، وبربر أصليين ، وسودان وغيرها من الجنسيات ، والكل له طبائعه المختلفة عن الآخر ، ومن هنا بعد تجنيدهم ودخولهم جميعاً في الجيش ، حتماً ستكون هناك مشاحنات ونزاعات وجب السيطرة عليها في المهد .

الكلمات الرئيسية