جهود الولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة الشيوعية في أمريكا اللاتينية "اضطرابات غويانا البريطانية ١٩٦٣م نموذجًا "

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 قسم التاريخ - كلية الآداب - جامعة أسيوط

2 قسم التاريخ- كلية الآداب - جامعة أسيوط

المستخلص

شهدت الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية تحولات جيوسياسية عالمية كبرى؛ حيث برزت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي كقوتين عظميين في إطار الحرب الباردة، وهو الأمر الذي ترتب عليه ظهور ما عُرف بسياسة "الحصر والاحتواء" التي اتبعتها ونفذتها الولايات المتحدة الأمريكية في مناطق كثيرة بالعالم من بينها أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، حيث سعت الولايات المتحدة إلى احتواء المدّ الشيوعي، ومنع انتشاره في تلك المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية الكبيرة، وقد كانت اضطرابات غويانا البريطانية في أبريل 1963م نموذجًا بارزًا على تلك الجهود الأمريكية لمكافحة الشيوعية؛ وقد رأت الولايات المتحدة في هذه الاضطرابات فرصة للتدخل بشكل غير مباشر لمنع صعود قوى يسارية قد تهدد مصالحها بالمنطقة؛ حيث كانت الولايات المتحدة تعتقد أن نجاح أية حركة اشتراكية في غويانا البريطانية قد يشجع حركات مماثلة في دول أخرى في المنطقة؛ مما يعزز نفوذ الاتحاد السوفيتي كقوة منافسة؛ حيث تدخلت الولايات المتحدة لمنع حكومة تشيدي جاغان Cheddi Jagan ذات التوجهات اليسارية من السيطرة على البلاد، مما أدى إلى توترات وصراعات سياسية، واقتصادية، واجتماعية متأثرة بذلك الصراع بين القوتين العظمتين.
ومن ثًم أصبحت غويانا البريطانية ساحة لمواجهة غير مباشرة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في أوائل الستينات من القرن العشرين، وذلك في إطار تاريخ طويل من العلاقات البريطانية - الأمريكية، وقد كانت هذه المواجهة جزءًا من إستراتيجية واسعة للولايات المتحدة لمكافحة النفوذ الشيوعي في نصف الكرة الغربي، خاصة بعد نجاح الثورة الكوبية عام 1959م بقيادة فيدل كاسترو التي عززت المخاوف الأمريكية من تكرار التجربة في دول أخرى مجاورة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية