يتناول هذا البحث عملية كوندور وهى عملية أمنية سرية من عمليات القمع السياسي ضد المعارضة قامت بها ست دول في أمريكا الجنوبية هي تشيلي والأرجنتين وأوروجواي وباراجواي وبوليفيا منذ عام 1975، انضمت البرازيل الى كوندور عام 1976، بينما انضمت الأكوادور وبيرو للعملية منذ عام 1978 بأدوار هامشية، هدفت الأنظمة السياسية القمعية في هذه الدول الى محاربة الشيوعية والعصابات التخريبية الا أن العمل الأمني شمل المعارضة السلمية، وتم اغتيال أهم رموز اليسار السياسي في الداخل، وتعقبهم في المنفى في أرضى الدول الأعضاء، وفى اطار العملية عملت قوات الأمن في مجموعات مشتركة بتحديد الأشخاص اليساريين وتعقبهم والقبض عليهم واستجوابهم ونقلهم الى مراكز احتجاز سرية واخفائهم وتعذيبهم وقتلهم في نهاية المطاف، وشمل العمل أيضا الأشخاص المنفيين فى أوروبا وفى سبيل ذلك جندت أجهزة المخابرات عملاء للقيام بعمليات الاغتيال، وتنفيذ الاعتقال والسجن والتعذيب، وانتهاك حقوق الانسان، وشملت لائحة الضحايا سياسيين ومعارضين يساريين، وقادة اتحادات العمال والفلاحين والكهنة والراهبات والطلاب والمعلمين والمثقفين وأفراد يشتبه بانضمامهم إلى التمرد المسلح للتخلص منهم.