عصر صلاح الدين الأيوبي أنموذجًا للتعددية وانعكاساته على الكتابة التاريخية (532 - 589 هـ/ 1138- 1193م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس في قسم التاريخ والحضارة كلية الآداب جامعة بورسعيد

المستخلص

إذا كان التنوع العرقي والديني والاجتماعي بما يفرضه من اختلافات في الرؤى والمواقف من أبرز سمات المجتمع البشرى، فإن دراسة هذه التعددية تبدو أهميتها في بداية الدولة الأيوبية التي ولدت في خضم الحروب الصليبية في ظل أجواء كانت فيها الحرب حقيقة يومية، وقد نجح صلاح الدين من تحقيق أهدافه؛ فقد وصلت انتصاراته لذروتها بعد هزيمة زهرة الفرسان الصليبيين عند قرون حطين 24 ربيع الثاني 582هـ/ 4 يوليو 1187م( ).
وقد كان من الطبيعي أن يحدث خلال سقوط الدولة الفاطمية وقيام الدولة الأيوبية في مصر تغيير في التكوين العنصري بل والبناء الطبقي للمجتمع، وقد تبين من رصد أبرز مظاهر التعددية بين عناصر المجتمع في العصر الأيوبي من خلال المصادر المتعددة الآتي:
عندما جاءت جيوش الحملة الصليبية الأولى كانت التركيبة السكانية في بلاد الشام تضم عناصر عربية، وتركية، وكردية، وسريانية، فضلا عن الأرمن والبيزنطيين. وكانت عناصر الأتراك السلاجقة والتركمان قد زادت أهميتهم بفضل نشاطهم العسكري قبيل وأثناء الحروب الصليبية، أما الأكراد فقد سبق وجودهم في المنطقة قدوم الصليبيين بالفعل، لكن زادت أهميتهم بعد أن صاروا يمثلون أغلبية جيوش صلاح الدين.
وقد كان نظام الإقطاع السلجوقي أساس بناء الجيوش الإقطاعية الثلاث التي أرسلها نور الدين محمود إلى مصر( )، وكان على رأسها الأمراء المقطعون، وبصحبة كل أمير أفصاله، وجميعهم تحت قيادة شيركوه الذي كان هو بمثابة فصل إقطاعي لنور الدين محمود. وما كادت الأمور تستقر لشيركوه في مصر حتى أقطع البلاد لعساكره، ثم استأنف صلاح الدين توزيع الإقطاعات على الأمراء عندما آلت إليه الأمور، وكانت هذه الجيوش تتألف من عناصر الأتراك والأكراد والتركمان

الكلمات الرئيسية