الاتجاهات في النقوش العربية الجنوبية القدمية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآثار- جامعة القاهرة

المستخلص

يرتبط تاريخ أي شعب من الشعوب ارتباطاً وثيقاً بموقعه الجغرافي, فالموقع الجغرافي لجنوب شبه الجزيرة العربية وحظها الوافر من مياه الأمطار وخصوبة أرضها كان لهما الأثر الكبير على حضارتها, ونتيجة لموقعها المتميز بين الهند وجنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا ودول حوض البحر المتوسط أن سيطرت على الطرق التجارية البرية والبحرية. كما أن الحدود البحرية جعلت لجنوب شبه الجزيرة العربية موقعاً محصناً من هجمات الغزاة الخارجية.

وتعتبر حدود جنوب شبه الجزيرة العربية حالياً نتاجاً للتطورات السياسية على مر العصور, ولم يميز اليمنيون القدماء قبل تكوين دولتهم حدوداً أو حواجز طبيعية بل تنقلوا بين الجنوب والشمال وفقاً لمصالحهم التجارية. هذا وقد لعبت الاتجاهات دوراً مهماً وبارزاً في تحديد النطاق الجغرافي لجنوب شبه الجزيرة العربية ويتضح ذلك من خلال النقوش الحربية التي خلفها ملوك اليمن وقادتها العسكريين في الفترة ما بين القرنين الثاني قبل الميلاد والسادس الميلادي, مما ساعد في معرفة مدى التوسع والنفوذ الجغرافي والسياسي الذي وصلوا إليه.

ومن ثم جاءت هذه الورقة البحثية بهدف تتبع المفردات التي وردت في سياق النقوش العربية الجنوبية القديمة (خط المسند), والتي تشير إلى اتجاهات جغرافية محددة وحصرها وتوضيح المعاني والدلالات الدقيقة لتلك المفردات: وهى شمال, جنوب, غرب, شرق, وتركز الورقة بشكل خاص على الدور الذي لعبته الاتجاهات الأربعة في الملاحة والتجارة البحرية من خلال معرفة مهاب الرياح واتجاهاتها, ثم دورها في العمارة الدينية والدنيوية, وفي تحديد ورسم الجغرافية السياسية لجنوب شبه الجزيرة العربية, والتخطيط للمعارك الحربية من خلال تقسيم الجيش إلى ميسرة وميمنة, وارتباطها بالديانة والمعبودات. وأخيراً الطرق التي اتبعها العرب لتحديد الاتجاهات من خلال مراقبة حركة النجوم والكواكب والأجرام السماوية.

الكلمات الرئيسية